رحلة إلى عالم الأسماك و الأحياء المائية البحرية

رحلتي إلى عالم الأسماك و الأحياء المائية البحرية الحية في مدينة تيوننج

د . عدنان جواد الطعمة

عروسة البحر كما سميتها

بعد أن أنهيت مدة الفحوصات الطبية والتمارين الرياضية و السباحة وغيرها ضمن
برنامج صحي مركز في مصح مستشفى هامبورغ في مدينة سانت بيتر أوردنج في 7
أكتوبر 2008 غادرنا المصح في اليوم التالي 8 أكتوبر إلى المتحف و سلمت بعض
الكتب للدكتور ديتر أون دويتش .

مبنى فات فوروم Wattforum

ثم اتجهنا إلى مدينة تيوننج Toenning لزيارة متحف أو معرض الأسماك والأحياء
المائية البحرية التي خلفها الجزر بعد عودة المياه في بحر ضحل و حفر
وخنادق ،

لوحة أمام باب متحف أو معرض الأسماك و الحيوانات المائية البحرية في مدينة تيوننج

تجمعت فيها أنواع كثيرة لا تعد ولا تحصى من الأسماك و الأصداف والقواقع و المحار والسرطان والجمبري والحلزون .

و كذلك رئة البحر القارصة والقنفذ البحري والطحالب وعنكبوت البحر و أرنب
البحر و عقارب البحر و سمك موسى ونباتات مختلفة و زهرة اللوتس البحرية
الهلالية و غيرها .

الحوض الزجاجي الكبير

بعد أن دفعنا بطاقة الدخول إلى المتحف شاهدنا حوضا زجاجيا كبيرا يبلغ طوله
تقريبا 4 – 6 أمتار و عرضه ثلاثة أمتار فيه عشرات من الأسماك والأحياء
البحرية تسبح وتعوم وبعضها يتحرك بهدوء في قاع الحوض الكبير .

صبي يمسك بيده القوقع تحت الماء

لقد لفت انتباهي طلاب يشاهدون الأحياء و يلمسونها بأياديهم تحت الماء .

كان معلمهم المختص بعلوم الحياة و الطبيعة يشرح لهم مواصفات هذه الأحياء البحرية .

كانت لوحة معلقة بالقرب من الحوض الكبير تشير إلى السماح بملامسة كافة الأحياء تحت الماء .

إلتقطت بعض الصور للحوض والصبيان الذين مسكوا السرطان والقوقع ونجمة البحر و جراد البحر .

نجمة البحر

وقمت أنا بمسك القوقع ثم نجمة البحر و السرطان تحت الماء البارد المثلج التي كانت تبلغ درجة حرارته ما بين 4 – 8 درجة .

قنفذ البحر ، القابل للأكل

ثم بدأت مع زوجتي مباشرة بعد الحوض لمشاهدة الأسماك و الأحياء البحرية
الأخرى المختلفة التي كانت تسبح في خزانة زجاجية بانسجام تام بينها .

رئة البحر القارصة

قنفذ البحر

و فجأة شاهدت سمكة تعوم و تغوص و تسبح وكأنها تحلق و تتمايل بدلال في كل الإتجاهات .

وكانت تسبح أيضا فوق قاع الحوض ولها ذنب طويل .

عروسة البحر تحوم و تسبح بدلال

ومن قاع الحوض تصعد إلى الأعلى ملاصقة لزجاج الحوض . وفجأة شاهدت وجهها
البشوش وكأنها بنت عروس لها عينان واسعتان و فم و وجهها محمر .

يا سبحان الله على خلقه ومخلوقاته العجيبة التي تذهل العقل و تبهج القلوب .

حاولت أن أجد إسمها الأصلي في الكتالوغات والكتب عندي فلم أوفق .
لذا أطلق عليها إسما " عروسة البحر " و ليس حورية البحر كما سمعنا و شاهدت تمثالها على ساحل بحر الشمال في الدانمارك .

عروسة البحر تسبح فوق أرضية وعمق الحوض

ثم انتقلت إلى الخزانة الزجاجية الثانية و شاهدت فيها ايضا عجائب مخلوقات رب العالمين .

و في إحدى الخزانات الزجاجية الثالثة أو الرابعة على جهة اليمين من قاعة
المتحف كانت رئة البحر القارصة الصغيرة والشفافة تتحرك و تسبح باتجاه عقارب
الساعة و تدور .

أرنب البحر

يبدو لي أن المتحف خصص لها سيل الماء بصورة دائرية .

فعلا منظر رائع و جميل يبعث في النفس الهدوء و الإستغراب والعجب من مخلوق
صغير شفاف يأكل و تناسل و يتحرك لا يزيد حجمه عن سنتيمترين أو ثلاثة .

ربما كانت رئات البحر القارصة حديثة جدا أي صغار رئة البحر القارصة الكبيرة ، والله أعلم .

سعدت زوجتي برؤية رئة البحر القارصة و بدات واقفة تراقب حركاتها لفترة طويلة .

تركت زوجتي واقفة هناك ثم انتقلت إلى الخزانة الأخرى إلى أن أنهيت كافة الخزانات على الجانب الأيمن من القاعة .

رئة البحر القارصة في خزانة زجاجية
و بعد ذلك توجهت إلى مشاهدة الخزانات الزجاجية الموضوعة في وسط القاعة على هيئة صفين جانبين .

ثم ذهبت إلى الزاوية اليسرى وشاهدت في قاعة عرض الفلام فلما عن الدلفينات و الحيتان و حيوانات الفقمة .

هنا يحتاج المرء لمشاهدة الأفلام التي تعرض الواحد بعد الآخر ، عدة ساعات .

خرجت من القاعة و ذهبت إلى الخزانات والصناديق الزجاجية لرؤية معروضات من الأحياء البحرية المحنظة أو الجافة .

خزانة زجاجية

وقبل أن نغادر المعرض لا بد لي من عرض بعض الصور الجميلة لعروسة البحر